إن السبب الرئيس للحديث عن “المجموعة الأساسية لشبكة العلوم” (Web of Science Core Collection) هو نتيجة الخلط واللبس في المفاهيم وعدم وضوح الرؤية حول محتويات هذه الشبكة وأنواع الفهارس وأهمية كل واحد منها واختلاف المعايير والمقاييس المستخدمة فيها مع بقية قواعد البيانات الأخرى من قبل المجتمع الأكاديمي في الدول العربية ومنها العراق ولا سيما من قبل الكثير من المتخصصين والأكاديميين في العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة. حيث ظهرت إلى العلن الكثير من الآراء غير الحقيقية والمضللة من هنا وهناك لأسباب قد تكون مقصودة لا يعرفها إلا أصحابها لإخفاء بعض الحقائق، أو قد يرجع إلى نقص المعرفة عن الموضوع، وفي الحالتين سواء التضليل أو نقص المعرفة حولها تعد حالة غير صحية ولذلك تم التطرق إلى الموضوع بشكل أوسع.
وتعد شبكة العلوم في الوقت الراهن من أهم قواعد الاقتباس الرائدة في العالم وأقوى محرك بحثي والأكثر موثوقية من قبل الناشرين والتي كانت معروفة سابقا بشبكة المعرفة بناء على إرث الدكتور يوجين غارفيلد لكونه أول مخترع فهرس الاقتباس العلمي ومؤسس معهد المعلومات العلمية عام 1956، والذي تم شراؤه عام 1992من قبل ثومسون رويترز، وأعيد تأسيس المعهد في 2018 وقدم كواجهة لتقديم الخدمات التحليلية والخبرات باستغلال إرثها الكبير وقدرته على التكييف والاستجابة للتطورات التكنولوجية الحديثة من خلال فريق عمل عالمي من الخبراء في تطوير المناهج الببليومترية والتحليلية الحالية والجديدة مع تعزيز التعاون مع الزملاء الأكاديميين عبر مجتمع البحث العالمي. حيث تتضمن الشبكة فقط المجلات التي أظهرت مستويات عالية من الدقة التحريرية وأفضل الممارسات ومخرجاتها هي توفير البيانات، التحليلات، الرؤى، أدوات سير العمل، الخدمات المهنية للباحثين، الجامعات، المؤسسات البحثية، الحكومات، مؤسسات تمويل الأبحاث الخاصة والعامة، الناشرين والشركات المركزة على البحث.
أصبح بالإمكان إعداد تقارير إحصائية مجمعة بالكمبيوتر ليس فقط حول مخرجات المجلات وإنما أيضا لناحية تكرار الاقتباس منذ بداية ظهور فهارس الاقتباس في شبكة العلوم، حيث في فترة الستينيات تم اختراع معامل التأثير باستخدام البيانات الإحصائية لتجميع “مؤشر الاقتباس العلمي” (SCI) لسنوات عديدة
إن هذه الشبكة تم تحديثها من قبل شركة “كلاريفيت” (Clarivate) والتي كانت سابقا قبل 2008 من حقوق الملكية لثومسون رويترز والتي تنازلت عنها في 2016، وهي أقدم فهرس ببلوغرافي للمراجع والمجلات العلمية في العالم، ويكون الاشتراك فيها مقيدا. وإن منصة الشركة متعددة التخصصات ربطت الفهارس الإقليمية والتخصصية والبيانات وبراءات الاختراع بالمجموعة الأساسية لشبكة العلوم والتي توفر فرصة تتبع الأفكار عبر التخصصات والزمن ممّا يقرب من 1.9 مليار مرجع مقتبس من أكثر من 171 مليون تسجيل علمي لبيانات لما يزيد على 115 عاما من التوثيق العلمي والبحثي عالي الجودة ولأكثر من 250 تخصصا متضمنا 21 ألف مجلة محكمة مفهرسة وأكثر من 200 ألف وقائع المؤتمرات وأكثر من 100 ألف كتاب.
وأصبح بالإمكان إعداد تقارير إحصائية مجمعة بالكمبيوتر ليس فقط حول مخرجات المجلات وإنما أيضا لناحية تكرار الاقتباس منذ بداية ظهور فهارس الاقتباس في شبكة العلوم، حيث في فترة الستينيات تم اختراع معامل التأثير للمجلة باستخدام البيانات الإحصائية للمجلة لتجميع “مؤشر الاقتباس العلمي” (SCI) لسنوات عديدة. إن معرفة أهمية المجلات العلمية المحكمة ضمن مجال التخصص البحثي حددت من خلال “معامل التأثير” (Impact Factor)، بحيث يعكس معامل التأثير للمجلة لسنة ما عدد الاستشهادات المرجعية للبحوث المنشورة في مجلة ما خلال وقت محدد (في السنتين الماضيتين) لنفس المجلة، وتُحتسب فقط البحوث المنشورة في المجلات المسجلة في داخل الشبكة سنويا معتمدا على “تقارير الاقتباس للمجلة” (Journal Citation Report JCR) منذ بداية نشر “كلاريفيت أناليتيك” (Clarivate Analytics).
هذه “التقارير” بدأت في 1975 والتي تحدد “المجلات الأكاديمية الأكثر تأثيرا في العالم” (SCIE) و”المدرجة في فهارس” (SSCI) فقط، وتم إضافة فهرسة إلى التقرير في العام (2021)، وهذه الفهارس جزء من المجموعة الأساسية لشبكة العلوم التي يتم تحديثها باستمرار، وبذلك كلما كانت المجلة لها معامل تأثير عالٍ كلما أصبحت أكثر أهمية في مجال تخصصها، وبذلك فإن “تقرير الاقتباس للمجلة” (JCR) يوفر أدوات كمية لتصنيف وتقييم ومقارنة المجلات واعتبار معامل التأثير جزءا منها كمقياس لمعرفة تكرار إعادة استخدام الورقة البحثية في مجلة ما في سنة أو فترة معينة.
أنواع فهارس الاقتباس في المجموعة الرئيسة لشبكة العلوم
تتضمن المجموعة الأساسية لشبكة العلوم مجموعة موثوقة وعالية الجودة من المجلات والكتب ووقائع المؤتمرات وكالآتي:
“فهرس الاقتباس العلمي الموسع” Science Citation Index Expanded) (SCIE))
تم إنشاء هذا الفهرس في 1964، وحاليا يغطي بما يفوق 9200 من المجلات الأكثر تأثيرا في العالم في 178 تخصصا علميا، حيث يتضمن أكثر من 53 مليون تسجيل علمي ومنها 8 ملايين تسجيل علمي متاح مع 1.18 مليار مرجع مقتبس منذ العام 1900 إلى الوقت الحاضر. إضافة إلى ذلك فإنه يتم استخدام 28 مقياسا في تنظيم عملية اختيار المجلة مقسما إلى 24 معيارا في الجودة و4 معايير في التأثير، وبذلك فإنه يتم اختيار المجلات الأكثر تأثيرا في المجالات الخاصة بهم، باستخدام الاقتباس كمؤشر أساسي للتأثير في هذه الفهرسة.
“فهرس الاقتباس للعلوم الاجتماعية” (SSCI) (Social Sciences Citation Index)
يتكون هذا الفهرس من أكثر من 3400 مجلة في 58 تخصصا في العلوم الاجتماعية منذ 1985إلى الوقت الحاضر، حيث يتضمن أكثر من 9.3 ملايين تسجيل علمي ومنها 886 ألف تسجيل علمي متاح مع 122 مليون مرجع مقتبس منذ العام 1900 إلى الوقت الحاضر. إضافة إلى ذلك فإنه يتم استخدام 28 مقياس في تنظيم عملية اختيار المجلة مقسما إلى 24 معيارا في الجودة و4 معايير في التأثير، حيث يتم اختيار المجلات الأكثر تأثيرا في مجالاتهم باستخدام الاقتباس كمؤشر أساسي للتأثير لفهرسة العلوم الاجتماعية.
“فهرس الاقتباس للعلوم الإنسانية والفنون” (AHCI) (Art & Humanities Citation Index)
إن هذا الفهرس يتضمن أكثر من 1800 مجلة في 28 تخصصا في مجالات العلوم الإنسانية والفنون، حيث يتضمن أكثر من 4.9 ملايين تسجيل علمي ومنها 117 ألف تسجيل علمي متاح مع 33.4 مليون مرجع مقتبس منذ العام 1975 إلى الوقت الحاضر. إضافة إلى ذلك فإنه يتم استخدام 28 مقياسا في تنظيم عملية اختيار المجلة مقسما إلى 24 معيارا في الجودة و4 معايير في التأثير، حيث يتم اختيار المجلات الأكثر تأثيرا في مجالاتهم باستخدام الاقتباس كمؤشر أساسي للتأثير في هذه الفهرسة. وإن اختلاف العلوم الإنسانية والفنون عن العلوم السريرية والطبيعية والاجتماعية تكمن في نوعية المضمون الذي يعد ذا أهمية علمية، ومعايير مراجعة المحتوى وسلوك الاقتباس، وكلها تؤخذ بالحسبان من قبل محرري شبكة العلوم عند مراجعة مجلات في مواضيع هذه الفهرسة.
“فهرس اقتباس المراجع الناشئة” (ESCI) (Emerging Sources Citation Index)
يغطي هذا الفهرس 7800 مجلة عالمية فريدة في جميع التخصصات من المجلات الأكثر تأثيرا في العالم في 254 تخصصا علميا، ولا يختصر بمجال محدد منذ انطلاقه في العام 2015 وإلى الآن، حيث يتضمن أكثر من 3 ملايين تسجيل علمي ومنها 1.16 مليون تسجيل علمي متاح مع 74.4 مليون مرجع مقتبس منذ العام 2005 إلى الوقت الحاضر.
“فهرس اقتباس الكتب” Book Citation Index) (BKCI))
يتكون هذا الفهرس على أكثر من 128 ألف كتاب مختار تحريريا مع إضافة 10 آلاف كتاب جديد سنويا منذ انطلاق هذا الفهرس في العام 2000 وإلى الآن، ويحتوي على أكثر من 53.2 مليون مرجع مقتبس منذ العام 2005 إلى الوقت الحاضر. وهذا الفهرس متعدد التخصصات، بحيث يغطي التخصصات من العلوم الصرفة والعلوم الاجتماعية العلوم الإنسانية والفنون، وهو مقسم إلى “وقائع الكتب في العلوم” (BKCI-S) وقسم “الكتب في العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية” (BKCI -SSH).
“فهرس اقتباس وقائع المؤتمرات” Conference Proceedings Citation Index) (CPCI))
إن وقائع المؤتمرات تمثل طليعة البحوث من خلال استكشاف التوجهات الناشئة والأفكار الجديدة قبل ظهورها في المجلات الأكاديمية بمناقشة الطروحات الجديدة، وإن فهرس اقتباس وقائع المؤتمر يوفر فرصة إمكانية البحث عن المراجع المقتبسة منها لمعرفة التأثير الكلي للمؤتمرات. ويحتوي فهرس وقائع المؤتمرات على أكثر من 227 ألفا من وقائع المؤتمرات، ويغطي أكثر من 70 ألف مؤتمر بشكل كامل مع إضافة 4 آلاف من وقائع المؤتمرات سنويا، ويحتوي على أكثر من 70 مليون مرجع مقتبس منذ العام 1990 إلى الوقت الحاضر. وهذا الفهرس يقسم إلى قسم “وقائع المؤتمرات في العلوم” (CPCI-S) وقسم “وقائع المؤتمرات في العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية” (CPCI-SSH).
وقامت شبكة العلوم بإضافة بعض الفهارس لغير الناطقين باللغة الإنجليزية ومنها:
“فهرس اقتباس العلوم الصينية” (Chinese Citation Database)، و”فهرس الاقتباس الكوري” (Korea Citation Database) و”فهرس اقتباس العلوم الروسية” (Russian Science Citation Index) وفهرس “الاقتباس العربي” (Arabic Citation Index)
الكشاف العربي للاستشهادات المرجعية أو “فهرس الاقتباس العربي” (ARCI)
جاء الكشاف العربي للاستشهادات المرجعية كقاعدة بيانات جديدة على “منصة شبكة العلوم” (Web of Science)، والهدف منه هو سد الفجوة بين الناتج العلمي المحلي والتأثير العالمي بحيث يجعل المحتوى العلمي باللغة العربية سهل الوصول إليه وجعل المجلات العربية متوفرة لدى الباحثين على مستوى العالم، بالإضافة إلى ربطه بأكثر من 1.7 ملیار من المراجع البحثية والتي تعود تغطيتها الزمنية إلى 1846 وأعلى محتوى علمي مُحكم من جميع أنحاء العالم. ويوفر هذا الكشاف الكثير من المميزات ومنها زيادة كبيرة في الاطلاع على المحتوى العربي لـ60 عاما من البيانات المنسقة والمكشفة بدقة، وزيادة فرص تمويل الأبحاث وحصول المجلة على أفضل دعاية، ودعم التنافس الإقليمي، والوصول إلى المحتوى لإنتاج فكري دولي محكم، ومتابعة نشاط المجلة والتعرف على الأبحاث العربية المهمة باستخدام اللغة العربية والإنجليزية والإعلان عن المحتوى سوف ينتشر أكثر من أي وقت مضى، وسرعة عملية المراجعة مع الحصول على التقييم والتكشيف في أسرع وقت ممكن، وحيادية الناشر من خلال ميزة جودة البيانات.
إن الكشاف العربي تم بناءه باتفاقية ثلاثية ما بين بنك المعرفة المصري وشركة كلاريفيت وشركة دار المنظومة لتقنية المعلومات وبتمويل الحكومة المصرية، وسيكون موجودا على منصة شبكة العلوم، وبالإمكان البحث فيه باللغة العربية والإنجليزية، وهو يختلف عن “الكشاف العربي ومعامل التأثير العربي” (Arabic Impact Factor) الذي بدأت فكرته في العام 2010 المقدمة من قبل البروفيسور محمد عبد العاطي بالاتفاق مع شركة “المتحدون الدوليون” لبناء كشاف عربي لتحليل الاستشهادات المرجعية.
وإن أغلب التصنيفات الدولية الرائدة في تصنيف الجامعات على مستوى العالم ومنها كل من تصنيف الجامعات العالمي كيو إس (QS)، التصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية أروو (ARWU)،تصنيف تايمز للتعليم العالي (Time)، تصنيف راوند (RUR)، تصنيف ليدن (CWTS)، تصنيف الجامعة بالأداء الأكاديمي يوراب (URAP)، مركز التصنيف العالمي للجامعات (CWUR)، تصنيف يو إس نيوز (U.S. New).
تأخذ بالحسبان فهارس شبكة العلوم كمقياس أساسي في التصنيف ولا سيما عدد الأوراق المفهرسة في “فهرس الاقتباس العلمي الموسع” (Science Citation Index Expanded SCIE) و”فهرس الاقتباس للعلوم الاجتماعية” (Social Science Citation Index SSCI)، وتم إضافة فهرس (Art & Humanities Citation Index AHCI) إليها في العام 2021، لذلك يلاحظ أغلب الجامعات العربية ومنها العراقية عادة تكون خارج هذه التصنيفات.
وفي الختام على جميع الجامعات العربية والعراقية منها أن تدفع وتحث على النشر في فهارس شبكة العلوم لمساعدة الباحثين على التعاون الأكاديمي والمساهمة بشكل أوسع في الجهود البحثية وتصدير المعرفة للعالم.